إعداد: د. إيمان المامي
يهدف الاحتفال إلى تعزيز وصول المرأة إلى ميدان العلوم والتكنولوجيا ومشاركتها الكاملة الفاعلة في هذا المجال بما في ذلك النهوض بتعليمها.
ونجد القاسم المشترك الأبرز في كل ذلك التطور الوثّاب الواثق في خطى النجاح والتميز ثمرة لقرارات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – وثمرة مهندس الرؤية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
لذا فرابطة العالم الإسلامي في اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، تُثمن الدورالفعّال للمرأة والفتاة في ميدان العلوم والتكنولوجيا، ليس كمستفيدات فقط، ولكن أيضًا أحد أهم عوامل التغيير ويظهر ذلك جلياً في التمكينُ ألمشروع للمرأة الذي نصت عليه المادة ٢٥ من وثيقة مكة المكرمة التي صادق عليها أكثر من ١٢٠٠ مفتٍ وعالم، وقد ثمنت رابطة العالم الإسلامي كل مُنجَز في هذا الشأن.
استطاعت المرأة السعودية أنْ تخطو خطوات تاريخية مشرّفة متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة بفضل من الله، ثم بدعم القيادة الرشيدة وولاة الأمر.
فمسيرة المرأة السعودية عامرةٌ زاخرةٌ مستمرة إلى الأمام خاصة في مجال التعليم ولقد أثبتت المرأة السعودية قدرتها على العمل وتحمل المسؤوليات بنجاح كبير، سواء أكان ذلك بقيامها بواجبات الأمومة أو في شغلها للمناصب أو من خلال خدمة مجتمعها في كافة المجالات.
إنّ إفساح المجال للمرأة السعودية هو أحد أركان رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فقد تجاوز الزمن كل العقبات التي كانت تحاصر المرأة وتعطلها عن اللحاق بركب التنمية والمشاركة في التأثير والبناء لمستقبل الوطن الحبيب.
أولت المملكة الرعاية لكل ما من شأنه دفع عجلة التنمية الوطنية على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بدءًا من منح المراة حق التعليم وصولًا إلى تقليدها أعلى المناصب.
وحيث أن الفجوة بين الجنسين مستمرة مع مرور السنين بشكل بارز في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة في كل أنحاء العالم.
ورغم أن المرأة أحرزت تقدما هائلا للرفع من مشاركتها في التعليم العالي، إلا أنها ما زالت غير ممثلة بشكل كاف في هذه المجالات.
ففي 14 مارس 2011، بهيئة الأمم المتحدة للمرأة في دورتها أل 55 قدم تقريرا اشتمل على استنتاجات متفق عليها بشأن تمكين المرأة والفتاة من الحصول على التعليم والتدريب والعلم والتكنولوجيا، فضلا عن تعزيز حق المرأة في العمل والعمل اللائق.
وفي 20 ديسمبر 2013 أقرت الجمعية العامة بأن تمكين المرأة والفتاة (في كل الفئات العمرية) من الحصول على التعليم والتدريب والتكنولوجيا هو ضرورة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة.
أظهرت دراسة 2015 التحيز الجنساني بلا حدود، والتي أجراها معهد جينا ديفيس، أنه من بين الشخصيات التي تظهر على الشاشة مع وظيفة قابلة للتحديد في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كانت 12 في المائة فقط من النساء.
وفي 22 ديسمبر 2015، اعتمدت الجمعية العامة قرارا عيّنت بموجبه يوم 11 فبراير من كل عام بوصفه اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم.
من خلال الهدف 9 من أهداف التنمية المستدامة، وهو جزء من الأهداف العالمية التي وافق عليها قادة العالم في عام 2015 بموعد نهائي بحلول عام 2030، تعهدت البلدان في جميع أنحاء العالم «ببناء بنية تحتية مرنة، وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام، وتعزيز الابتكار».
فقد أثبتت المرأة السعودية نفسها أنها قادرة على تحقيق التميز في شتى المجالات العلمية والعملية من خلال قدرتها على قراءة الواقع واستشراف المستقبل بخطى ثابتة واثقة ، متسلحة بالعلم والمعرفة والدعم اللامحدود من ولاة الأمر حفظهم الله، وقد آن الأوان أنْ تُترجم هذه النجاحات على أرض الواقع ،حتى ثُثبت المرأة السعودية لذاتها أولاً ولمجتمعها بل وللعالم أجمع أنها جديرة بكل هذا الدعم .